ما قد تجهله عن البكتيريا الصديقة

كثير منا عندما يسمع بـ “البكتيريا” فانه يتبادر الى ذهنه المعادلة السائدة المخطوءة “بكتريا= حالة مرضية”.

في هذه المقالة القصيرة، نحب ان نوضح وببساطة ما هي البكتيريا؟  وما هي البكتيريا الصديقة المفيدة او ما تسمى بالمعززات الحيوية او الـ probiotics؟

البكتيريا هي كائنات حية موجودة في كل مكان تقريبا; في الماء، الغذاء، التربة، الهواء، في داخل وخارج اجسامنا. ببساطة تتكون البكتيريا داخليا من السايتوبلازم الذي يسبح فيه الرايبوسومات والمادة النووية Neucleoid اضافة الى العضيات الاخرى. اما خارجيا، فانها تتكون من الغشاء البلازمي ويحيطها الجدار الخلوي الذي يحتوي على عضيات الحركة  التي تساعد البكتيريا في حركتها. تصنف البكتريا الى اصناف كثيرة، ولكن اعتمادا على ضراوتها فانها تصنف الى ا) مرضية اولية، ب) انتهازية، ج) بكتيرا طبيعيا او ما تسمى بالفلورا الطبيعية وهي موجودة داخل اجسامنا منذ الولادة. انواع كثيرة من هذه الفلورا تكون صديقة للانسان ومفيدة. فمثلا، في الجهاز الهضمي لوحده هناك 300 الى 1000 نوع من البكتيريا المفيدة و التي  بالمعززات الحيوية وجدت لمساعدة الجسم في هضم و امتصاص المواد الغذائية في الامعاء وتصنيع الفيتامينات مثل بكتيريا الاشيريشيا القولونية التي تقوم بتصيع فيتامين K. تعرف المعززات الحيوية حسب منظمة الصحة العالمية بـ “انها المايكروبات الحية التي عندما تؤخذ بكميات كافية فانها تعطي فائدة صحية للمضيف”. ومن امثلة هذه المايكروبات هي العصيات اللبنية او ما يصطلح عليها بـ Lactobacillus الموجودة في منتجات الالبان و كذلك في اجسامنا، في الامعاء وفي رحم الاناث. حيث تقوم هذه المايكروبات بادامة البيئة التي تعيش فيها والحفاظ عليها من اختراق الجراثيم المرضية وذلك من خلال مزاحمة البكتيريا المرضية على مناطق التصاقها على خلايا الجسم وبالتالي احداث الاصابة وانتاج السموم الممرضة. اضافى الى ذلك،فان المعززات الحيوية تنتج مواد مضادة لنمو البكتيريا المرضية تسمى بالبكتيريوسينات التي لها القدرة على تثبيط وقتل المايكروبات الممرضة. اثبتت الدراسات ان البكتيريا المفيدة تغير طبيعة الوسط التي تنمو فيه، فتجعله حامضيا نتيجة لتخمير السكريات وانتاج الحوامض وبهذا تثبط الماكروبات المرضية المحبة للبيئة القاعدية. كما اثبتت دراسات اخرى ان هذا النوع من المايكروبات الصديقة تعمل كمحفزات مناعية لجسم الانسان وبالتالي تمكنة من مقاومة البكتيريا المرضية للجسم.

د. عمار رياض قاسم

دكتوراه احياء مجهرية

لا توجد تعليقات على “ما قد تجهله عن البكتيريا الصديقة”