التضليل الإعلامي (الخصائص والأساليب والأهداف)

الفصل الأول: التضليل الإعلامي (الخصائص والأساليب والأهداف)

 

خلق الله الإنسان وجعله ممتازاً عن سائر المخلوقات بالتعبير والتفكير وإبداء الرأي ، فأعطاه لساناً ناطقاً ، وجوارح يعبر به عن حاجاته فقد قال تعالي في كتابه “علمه البيان” (سوره الرحمن ، ايه4)، والبيان هنا بمعني الكلام وما به الحاجه إليه من أمر الدين والدنيا ، من الحلال والحرام ، والمعايش والمنطق، وغير ذلك مما به الحاجه إليه ومما يقدح في هذا البيان: الإساءة به كالترويج للشائعات.

وتمثل الشائعة جزءاً لا يتجزأ من الفضاء الإعلامي لكل مجتمع حيث إنها وجدت منذ وجود البشرية وما زالت تفرض وجودها اليوم في عصر الفاسبوك واليوتيوب. فالشائعة كظاهرة اجتماعية تعتبر مكوناً هامًا واستراتيجياً في التراث الثقافي لأي مجتمع من المجتمعات ، فالإشاعة جزء من المجتمع؛ إذ تعبر تعبيراً عميقاًعن ظروفه النفسية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. ولذلك تعد متغيراً محورياً لدراسة المجتمع وفهمه وتحديد ملامحه وخصائصه ، وتتضح أهمية دراسة الشائعات من تأثيرها الكبير على المجتمعات فقد تؤدى إلى تفكك وتدهور المجتمع كما قد تؤدي إلى تماسكه وفقا لدورها في خفض أو رفع الروح المعنوية لذلك المجتمع ، فمن خلال الشائعات يمكن أن تتبدل أو تتغير مواقف الأفراد وعلاقتهم وتفاعلهم . من جهة أخرى يمكن أن يعرف الناس عن شراء منتج أو زيارة مكان. فالشائعات يمكن أن تؤثر في الجوانب الإقتصادية والإجتماعية ، والسياسية ، والنفسية ، والثقافية للشعوب ويمكن أن تؤثر في العلاقات الدولية واستقرار المجتمعات ، والشائعة كأحد أسلحة الحرب النفسية والدعائية وسيلة مهمة يعول عليها في القضاء على معنويات العدو وهزمة والتغلب علي(محمد حمدان ، 2010 : 74 ).

الإشاعة قديمة قدم الإنسان مرت بمراحل وتطورات عديدة ومتشعبة ومع مرور الزمن تعددت مفاهيمها وأساليب استخدامها واتخذت عدة أشكال عبر التاريخ وتداخلت مع الخطاب الإعلامي بمختلف وسائله ملازمة بذلك حركة الصراع والنزاع والإختلاف التي تحدث بين البشر وخاصة في الحروب والأزمات ، ولقد كان للإشاعة دور مؤثر في مسار التغيرات السياسية واالجتماعية والثقافية وصناعة القرار في العديد من المجتمعات وحتى في تشكيل الوعي ومنظومة القيم بداخلها عبر التلاعب بالعقول وصناعة الكذب خاصة وأنها تنمو وتتطور في بيئة تنعدم أو تضعف أو تتأخر فيها المعلومات الكافية عن موضوعات تهم الجمهور. فالإشاعة تنتشر وتجد ضالتها في غياب المعلومة والشفافية والوضوح والصراحة التي تهم الفرد والمؤسسات ومكونات المجتمع بصفة عامة ، الشائعة كالنار تنتشر بسرعة فائقة إذا توافرت لها عوامل الأنتشار، فهي تمتاز بالإيجاز والسهولة في التذكر وسهولة النقل والرواية وتزدهر في المجتمعات الضعيفة اكثر مما تنتشر في المجتمع المتماسك المثقف تبعا لطبيعة الأستعداد النفسي(مجد نبيل عثمان ، 2015 : 124).

ولقد عرف الإعلام بفعل التكنولوجيا والإتصال والتحولات الكثيرة التي مست كيانه وكينونته الوظيفية وشهدت تغيراً كبيراً في خصائصه ووظائفه التي كانت نتيجة منطقية لتحولها في بعض الأحيان من غرض الإعلام الذي كان يميز واقعها داخل المجتمع إلي غرض صناعة الإشاعات الذي يتجاوز بُعدها الإعلامي والأتصال بشكل كبير ، خاصة بعد إكتشاف عناصرها القيمة وتحديد سياقتها التي تشكل منظومة شاملة لتصبح أداة فعالة تستغل لخدمة أهداف ومنطلقات نفعية مادية أو معنوية في مختلف المجالات ذات الصلة بتحقيق الربح وتوجيه الرأي العام لأغراض متعددة قد تكون عسكرية أو سياسية مثل التحريض للتظاهر وإشعال فتيل الأزمات ، أو اقتصادية أو ايديولوجية أو ثقافية وغيرها(خالد العبري ،2005 : 79).

ولكي يؤدي التضليل الإعلامي دوره بفاعلية أكبر ، لابد من إخفاء شواهد وجوده، أي أن التضليل يكون ناجحاً عندما يشعر المضللون بأن الأشياء هي علي ما هي عليه من الوجهة الطبيعية والحتمية بإيجاز شديد نقول: إن التضليل الإعلامي يقتضي واقعاً زائفاً هو الإنكار المستمر لوجوده أصلا. ويبرر المسيطرون علي وسائل الإعلام ما تحفل به برامج التليفزيون من جرائم قتل وعنف بقولهم أنهم يقدموا للناس ما يحبون ثم يخبروننا وهم يهزون أكتافهم بلا مبالاه بأن الطبيعة الإنسانية تتطلب للأسف الشديد ثمانية عشرة ساعة يومياً من الإيذاء والقتل(ماجد راغب ، 2006 : 147).

. المبحث الاول: خصائص التضليل الإعلامي

. الكذب

أول خبر خادع وكاذب كان مع أبينا آدم عليه السلام وأمنا حواء لما جاء الشيطان وتوسل لهم ليقول تعالى في سورة طه: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ﴾ [طه:120].

ومن إبليس إلى إنسان ، اكتسبت هذه السمة اللاأخلاقية والمدمرة للمجتمعات والأمم ، فقد أخبرنا القرآن الكريم بقصص الأنبياء والمرسلين وكيف ألقى عليها سادة شعوبهم بأنواع وألوان إخبارية مزيفة.

وهكذا حتى يومنا هذا ، عندما وضعت الدول المستعمرة قاعدة لتلفيق الأكاذيب التي تقول: “إذا كنت تريد السيطرة على الناس ، فقل لهم أنهم في خطر ، وحذرهم من أن أمنهم مهدد ، ثم تشكك في وطنية خصومك.

بهذه الإستراتيجية العالمية الفعالة ، نجح أدولف هتلر في حشد ألمانيا النازية لدخول الحرب العالمية الثانية ، وبنفس الطريقة نجحت الإدارة الأمريكية بعد أكثر من نصف قرن في إطلاق حملة إعلامية واسعة لإقناع شعبها بـ بحاجة لشن حرب على العراق بأي ثمن.

في الفترة الأخيرة ، ازداد تواتر نشر واستقبال الأخبار المضللة بشكل كبير ، حيث تداخل الصواب والخطأ ، لا سيما في ظل التبادل السريع للمعلومات عبر الشبكات الاجتماعية وانتشارها على نطاق واسع. مصادر رسمية ، واتباع طريقة النسخ واللصق دون إثبات أو فحص.

ولا يقتصر التضليل الإعلامي على المعلومات أو البرامج التي تعرضها القنوات لتشويه صورة حزب سياسي أو معارض للأنظمة ، بل يتعدى ذلك كونه يمس الدين وقراراته ، لأنه يتم بالتحريض على الدين وقراراته. الدين الإسلامي ووصفه بالإرهاب ، وأن المسلمين خطر على الشعوب. في أمريكا فيلم “القناص الأمريكي” ، ويدور الفيلم حول قناص أمريكي كان في العراق وقتل أكثر من 150 عراقياً ، ويعتبر من أهم الأبطال الأمريكيين بأسلوب عنصري وبغيض تجاه المسلمين ، وينتهي الفيلم بقتل هذا القناص ، وبعد انتهاء الفيلم يظهر (هاشتاغ) “اقتل مسلم”.

ينشط التضليل الإعلامي بين المسلمين في نشر الأحاديث المفبركة والملفقة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) [رواه البخاري ومسلم].

قال المناوي: “إنَّ الكَذِبَ عليه أعظَمُ أنواعِ الكَذِبِ؛ لأدائِه إلى هَدمِ قواعِدِ الدِّينِ، وإفسادِ الشَّريعةِ، وإبطالِ الأحكامِ” [فيض القدير:2/476].

وقال ابنُ حجر: “قد اتَّفَق العُلَماءُ على تغليظِ الكَذِبِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّه من الكبائِرِ، حتى بالغ الشيخُ أبو مُحمَّد الجويني فحَكَم بكُفِر من وقع منه ذلك، وكلامُ القاضي أبي بكر بن العربي يميلُ إليه” [فتح الباري:6/499].

مهما كان الدافع فالنتيجة واحدة: التضليل الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أرضًا خصبة لانتشار مثل هذه الهذيان والأخبار الكاذبة والشائعات الكاذبة على جميع المستويات وفي مختلف المجالات.

وأخيراً: قال “جوزيف جوبلز” وزير الدعاية النازية، والمحرك العقلي لرأس “أدوولف هتلر”: (أعطني إعلاماً بلا ضمير، أعطيك شعباً بلا وعي).

. التشويه

وتعرف الشائعات بأنها “خبر مختلق لا أساس له من الواقع أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومات كاذبة أو مشوهة لخبر معظمه صحيح ، أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه باسلوب مغاير للواقع أو الحقيقة ، وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام لتحقيق أهداف سياسية أو إقتصادية أو عسكرية علي نطاق دولة واحدة أو عدة دول” ، وتأتي خطورتها من خلال سعيها لتدمير القوي المعنوية وبث الفرقة والشقاق والإرهاب والرعب ، وتعتبر الشائعات من أخطر الأساليب المستخدمة في التأثير علي الأمن ، بداية بكونها تندس بطريقة أشبه ما يكون بالسحر وسط الجماهير فمن الصعب معرفة مصدرها ، وأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم ، بل إنهم أحياناً يكونوا هم نفسهم مروجوها ( حسن محمد هند ، 2005 : 174).

. التلاعب

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون. وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ}

في الآيات الكريمة بيان عام من الشرائع الإلهية ، سنة ماضية ، حاضرة ودائمة ، عام الصراع بين الحق والباطل ، هذا الصراع المتجذر في أعماق التاريخ ، ويمتد إلى الله وراثًا للباطل. الأرض والذين بداخلها.

وقد وصل هذا الصراع ذروته في عصرنا في ظل الأساليب والوسائل التي استغلها أعداء الإسلام لمحاربة الحقيقة ، ونفر الناس عنها ، واختراق المجتمعات الإسلامية ، خاصة من خلال الإعلام الخادع ، حيث شياطين الرجال والجن. جعلت من هذا الزخم الإعلامي طريق إغراء وسهو ، ووسيلة للخداع والتفكك ، ورافد لمجارف الهدم ، إنه عامل تأخير ورد فعل ، إلهاء للناس ومخدر لهم ، ليبقوا دائمًا غائبين عن وعيهم ، غائبين عن واقعهم ، معزولين عن ماضيهم ، ضائعين في مستقبلهم. ( درويش الحلوجي ، 2004 : 119).

كما استطاع الشيطان الرجيم بأساليبه الدعائية الملتوية ووسائله الخادعة وأساليبه الإعلامية الخادعة أن يحث الوالدين على الأكل من الشجرة ، كذلك نجح خلفاؤه وجنوده من اليهود ورفاقهم وأتباعهم في استغلال الأبواق. وأبواب الإعلام ، يفتح نوافذه ، مستخدماً وسائله وركوب لوحته ، لتحقيق أهدافهم وإحكام سيطرتهم. لقد حقق هدفه النهائي من خلال التستر على الأكاذيب وتحريف الحقائق وتجميل الأكاذيب في النهاية.

إن لغتهم تعبر عن اعتزازهم بهذا الطريق الوعر الذي نزلوا فيه ، والهاوية التي نزلوا فيها ، حتى يقولون:

وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى .. .. بي الحال حتى صار إبليس من جندي

ولعل هذا هو سر التعبير بشياطين الإنس، وتقديمهم على شياطين الجن في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}

إنها المؤامرة بين المجموعتين والتواطؤ بينهما ، فقد تفاقمت مخاطرهما – خاصة في هذا الوقت – كما يبدو واضحًا في ظل هذا الظهور الإعلامي الفاضح للشياطين البشرية ، وخلف كواليس إخوانهم. من شياطين البشر والجن مع همساتهم ، وزينهم ، وإلهامهم ، ووحيهم ، وإمداداتهم لتلك المجموعات من الكتاب والمخرجين والمهندسين الإضاءة والزينة ، والمنتجين ، والممثلين ، والنقاد ، والمحكمين ، والمذيعين الذين يرتدون حقيقة الكذب ويخفون الحقيقة بينما هم يعرفون ، ويقودون الناس إلى الخطيئة علانية أثناء النهار.

كما ورد عن مالك بن دينار رحمه الله: (شياطين الإنس أشد علىَّ من شياطين الجن، وذلك أني إن تعوذت بالله من شياطين الجن ذهبت عني، وشياطين الإنس تجيئني فتجرني إلى المعاصي عيانا).

قال تعالى:{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}.

والوحي يقصد به المعلومة سواء كانت علنية أو سرية بالكلام أو بالإشارة أو بالإشارة.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “للجِنَّ شياطين تضلُّهم كما تضلُّهم شياطين البشر، قال: فيلقى شيطان الإنس شيطان الجن، فيقول هذا لهذا: أضْلِلْهُ بكذا، وأضْلِلْهُ بكذا، فهو قوله تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}.

{غرورا}: أي أن يخدعهم بها ، أي أن يخدعهم ، حتى يصبحوا بقبول كلامهم مثل الغفلة ، والحرص على عدم التحفظ ، والغطرسة التي يؤمنون بها في المنفعة لا المنفعة.

يزينون بعضهم البعض بما يسمونه الكذب ، ويزينون الجمل حتى يفعلوا ذلك في أحسن صورة ، حتى ينخدع به الحمقى ، وينتقده الحمقى ، الذين لا يفهمون الحقائق ، ولا يفهمون. يفهمون المعاني ، لكنهم يحبون الكلمات المنمقة والجمل المموهة ، فيؤمنون بأن الحقيقة باطلة والكذب صحيح.

قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} في هذا ، تقريع وتقريع أولئك الشياطين الذين سيطروا على الإعلام والرد على من يبالغ فيهم ويأس من مواجهتهم ويخافون مواجهتهم ، ويمكنهم حتى الانجراف في حاضرهم ورغبتهم وخوفهم وجشعهم ، أن يصبحوا أداة مرنة وطريقة سهلة لتحقيق أهدافهم.

{فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون} فاتركهم وابتعد عنهم وكذبهم وافتراءهم ، وهذه الجملة القرآنية توحي بالتهديد والتهديد.

هذه دعوة لمقاطعة كل الضلالات والافتراءات التي يبررونها ويفبئونها ، بما في ذلك وسائلهم الإعلامية المضللة ، فينبغي أن تكون الدعوة للتخلي عنها ، بل ومواجهتها ، لئلا يثبتوها أو يروجوا لها.

قال تعالى: {وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ}

(الإصغاء) استماع مع ميل، قال الإمام الراغب: (كنت أستمع لفلان كنت أسمعه) ، وهذا ينطبق على هذه الوسائط الفاسدة التي تلفت الأنظار ، وتأسر الأنظار ، وتسرق المشاعر ، وتتخذ. على العقول ، وامتلاك النفوذ.

تأمل كيف أن إعلام أعداء الإسلام ومدعىهم بالكذب يقوم على بريق خادع ، بتجميل الأكاذيب ، والسعي لإخفاء الحقائق ، وصرف مبالغ طائلة على هذه اللوحة الزائفة ووميض أهل الكذب ، وتؤيد دعواتهم الهدامة التي تخدع أصحاب العقول الفاسدة والنفوس الضعيفة والقلوب المريضة.

وكم من كلام لا يوافقُ حكمةً .. .. لقيَ الرَّواجَ بسوقِ من لا يعلمُ

أليسوا هم الذين يقرفصون كل يوم لساعات طويلة قبل هذا الفسق والذهول ، هم الذين خدعهم العالم ، متشبثين برموشه الهشة وأوتارهم البالية ، عندما كانت قلوبهم خالية من الإيمان بالآخر. يوم؟

أليس هذا هو الحال مع من أصبح فاقدًا للوعي حتى يومنا هذا ، منشغلًا بعالمه الزائف ، فلا يبالي بإضاعة الوقت ، وتعطيل الساعات ، وإضاعة العمل ، وقضاء الأمسيات أمامه. الأفلام والمسلسلات؟

{وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} ألا ينطبق هذا على الإعجاب الزائف بهذه النجوم السوداء ، ونجوم القالب الفني ، والجماهير والجنود الذين يقفون وراءهم ، لكسب إعجاب الجماهير اللاواعية بأعمالهم الملغاة ، ولتفتتن بها. ما يقدمونه من مسلسلات كئيبة وأفلام ساقطة ومسرحيات سخيفة وبرامج عبثية تخطف الأنظار وتشعل المشاعر وتثير الغرائز وتهيج الشهوات. ثم يتحول هذا الإعجاب والرضا إلى تبعية وذهول وفساد وانحلال ، ويتبع طريق هذه الشياطين ويتبع طرقها {وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} ساروا في طريقهم وساروا على خطىهم ، مقلدين بهم حتى في مناحيهم وملابسهم وتجمعاتهم وأحاديثهم ، وتبادلوا معهم حتى في آمالهم وتطلعاتهم ورؤاهم وأحلامهم وأفراحهم وأحزانهم.

{وليرضوه}.. قال صاحب روح البيان: ({وليرضوه} لأنفسهم بعد ما مالت إيه أفئدتهم {وليقترفوا} أي يكتسبوا بموجب ارتضائهم له {ما هم مقترفون} فيه أشياء قبيحة لا يجدر ذكرها ، هذا ما صدر لها في اللوح المحفوظ. الخدعة

تعتمد وسائل الإعلام الرصينة على الحقيقة ولغة الإقناع وتعالج القضية من كل زاوية تُثار ، سواء أكانت مؤيدة أم معارضة ، لأن الحقيقة في النهاية ستصبح واضحة والكذبة بطبيعتها قابلة للتلف. أما وسائل الإعلام التي لها أجندات معينة ، فإن وسائلها تختلف ، فهي تتجول وتصل إلى أروقة التكييف والترويض والبتر والقهر. سيأتي يوم يدرك فيه عقله أنهم انتحروا مهنيًا ليس له سوى صبغة التاريخ ، وفي الحياة الآخرة حيث يلتقي الله مع الرافضين{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:227]

قال -صلى الله عليه وسلم-: «بئس مطية الرجل زعموا» [صحيح الجامع: ‌2846] .. يعني كلمة (زعموا) ويقصد بهذا النهي عن الكلام بالكلام الذي يسمعه من غيره ولا يعرف صحته ، أو يخترع قولاً ينسب إلى من لا يعلم ، فيقول: زعموا أنه كذا وكذا ، فقال: يأخذ قوله بأنهم يطالبون بجبل يعبر أودية الرغبة ، و وقيل: وصفها بالخدعة ، لأنه وصل إلى درجة إثبات الوصية ، كما وصل إلى مكان بالخدعة ، ومعظم ما ورد في القرآن مذنب قال الخطابي: وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا يثبت، قدم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من الحديث ما هذا سبيله وأمر بالتوثق فيما يحكي والتثبت فيه لا يرويه حتى يجده معزواً إلى ثبت. [فيض القدير للمناوي]

“في بعض الدول العربية ، لا يوجد سوى الصحافة الرسمية ، وهي في معظم الأحيان وسيلة للامتنان وليس وسيلة للمعرفة ، وفي هذه البلدان يفتقر المواطن إلى الحصانة ، فيصدق من يتحدث ولا يؤمن بها. في كثير من الأحيان ، تتحول العديد من وسائل الإعلام إلى متحدثين رسميين لمالكها.

على الرغم من أنها تحث على التنوير والحذر والوئام ، إلا أن أنظمة الإعلام الوطنية غالبًا ما تحاول أن تكون (الوكيل الحصري) أحيانًا لمجموعات أو دول خاصة ، غالبًا ما تتعارض مصالحها مع المصالح الوطنية.

وسائل التضليل الإعلامي متنوعة مثل الكذبة نفسها ، لكننا نفرق بين “لغة التبرير” أو ما يحب البعض أن يسميها “المشاهير” ، مثل الرئيس الأمريكي الأسبق (جون كينيدي) بعد فشل الهجوم على كوبا في خليج الخنازير: للنصر مائة أب والهزيمة يتيمة.

إحدى وسائل التضليل الإعلامي هي “الدعاية” ، وهي في الأساس عملية إقناع منهجي ، وأصبحت حجر الزاوية في العملية الإعلامية ، وتعتمد بشكل أساسي على مظهر الأمانة وصدق النصيحة – حتى لو كانت تغطي الشر – لكسب ثقة المتلقي وامتلاك فكره ، وهذه سنة شيطانية ، كما قال تعالى في شأن الملعون مع آدم وحواء: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:21] أي أقسم لهما بالله، وهو كاذب في هذا.

أصبحت الدعاية فنًا له ثقله في العملية الإعلامية ، وله قواعد وأسس تحكمه ، ويتم التحكم في مداره بمحاولة كسب تعاطف الجمهور بكل الوسائل الشريفة أو الدنيئة ، وذلك بمكونات أخرى مثل د. كبساطة وتكرار للدخول في أذهان الناس ، والوصول إلى ذاكرتهم التي ستحتفظ فقط بما فهمته بسهولة. والكثير ، مع استخدام الرموز وتضاعف الأمثلة ، يسهل تخزين ذاكرة الإنسان ، واسترجاع الصور ذات المعنى المرتبطة بالذاكرة الموروثة أو المكتسبة. ( رياض شمس ، 1947 : 173).

يكاد لا يوجد فرق في وسائل العمل الدعائي بين الدول الديمقراطية والدول الديكتاتورية ، لأن الجميع قد لجأوا إلى أساليب التأثير والعواطف والحماس والكراهية والكراهية والتمجيد ، الأمريكيون الذين يدعون إلى الليبرالية والحرية ، أو الثوار الفرنسيين .. . هم دائما مع أصحابها كوسيلة لتحقيق غاية ، والدرس في النهاية ، ولا يوجد شر لإخفاء الحقائق أو التدخل في تفسيرها أو حتى تخريبها “.

ومن مظاهر التزوير الإعلامي (قلب المفاهيم) تزييف الحقائق وطمس سماتها ، حتى لو كان ذلك يعني تكليفي لرقبة الافتراضات التاريخية ، وتغيير المفاهيم والبديهيات التي ترسخت في العقلاء:

تعابير الاستعمار بدل الاحتلال ، المستعمرات بدلاً من المغتصبين ، المستوطنين بدلاً من المحتلين ، القيادة الأخلاقية بدلاً من غسل الأدمغة ، وزارة الدفاع بدلاً من وزارة الحرب ، التبشير بدلاً من التنصير ، الأرواح بدلاً من الخمر ، الفوائد والأرباح بدلاً من الربا.

بشكل عام ، يسعى التضليل الإعلامي إلى خلق واقع جديد لا علاقة له بالواقع المحقق بالفعل ، بهدف خدمة المصالح أو الأهداف الخاصة.

لكن يجب ألا نذهب بعيداً في المبالغة في قدرات التضليل الإعلامي والوهم بأنه عبقري لا يمكن للمجتمعات أن تقبله ، ولا نصدق ما يقوله البعض مثل الكاتب الأمريكي (هربرت شيلر) عندما يقول في كتابه “متلاعبو العقل”. : “من يتحكم في الإعلام يتحكم بالإعلام على العقول”.

وبالفعل أصبح العالم الآن قرية مفتوحة تنتشر فيها المعلومات والأخبار بطريقة لم تعرفها البشرية من قبل ، ومن السهل متابعة الأخبار هنا أو هناك ، على عكس الماضي ، حيث عانى الروافد الإعلامية من مسؤول احتكار رأس المال الحكومي أو الخاص.

بالإضافة إلى ذلك ، هناك “وسائط جماهيرية” موازية يصعب إخفائها أو طمسها ، حيث كانت الأجهزة المحمولة متوفرة في أيدي الناس تتيح لهم تسجيل الحدث. على أرض الملعب وعند حدوثه ، حتى قبل الكاميرات الإعلامية ووصل إليه المراسلون ، وامتلأت مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بمليارات الفيديو والصور الحية. من الصعب خداع الهاشتاقات والتعليقات أو تزويرها.

كل هذا دعا رعاة التضليل الإعلامي إلى تغيير استراتيجيتهم من خلال نشر وجهة نظرهم المضللة لحدث معين عبر قنوات ومواقع متعددة ، بحيث يخطئ الأشخاص البسطاء في أنه “إجماع شعبي” وجماهيرية. فيضان لا يمكنهم قبوله ، وتبدأ عملية الشك الذاتي فيهم وفي آرائهم واستنتاجاتهم.

يعتمد التضليل الإعلامي المعاصر أيضًا على البرامج الحوارية التي يستضيفها المفكرون والمحللون والباحثون والخبراء والمتخصصون الذين يدينون بدينهم ويقضون ساعات وساعات في غسل دماغهم بلا كلل ، وكما يقول المثل الشائع: “الزن على الأذن أسوأ من السحر.

وهكذا تظل الحرب الضروس بين الخير والشر ، حيث تتغير المقاييس أحيانًا وتتغير مراكز القوة في أوقات أخرى ، لكن تظل المُثل والقيم حاجة ضرورية لمن ينخرطون في البحار. ثقة هذه المهنة العظيمة.

قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36]

. المبحث الثاني: أساليب وأشكال الضليل الإعلامي

المبحث الثاني :

أساليب وأشكال التضليل الإعلامي:

حتي يحقق التضليل الإعلامى هدفه فهو يتبع عدة طرق وأساليب أثبتت فعاليتها ، فأينما وجد نشاط دعائى وإعلامى وجد التضليل ، وسنعرض منها الآتى :

أولاً –  الإدعاءات :

  • الحياد: لكى يؤدى التضليل الإعلامى دوره بفعالية أكبر لابد من إخفاء شواهد وجوده حتى لا يشعر الشعب بأنه يتم تضليله عن طريق إنحياز المؤسسه أو الشخص القائمين على التضليل لطرف علي حساب الأخر أو حتى لقضيه معينه على حساب الأخرى ، حيث أن التحيز يفقد الموضوعية ، ومن هنا فلابد أن يؤمن الشعب الذي يجرى تضليله بحياد مؤسساته الرسمية ، فلابد أن يؤمن الشعب بأن الحكومة والإعلام والتعليم والعلم بعيدين جميعا عن معترك المصالح الإجتماعية المتصارعة ، بالإضافة إلى النظر للحكومة القومية بوجه خاص أنها ركيزة للحياد ، حيث يفترض أسلوب الحياد بإستقامة وعدم تحزب الحكومة بوجه عام ، كما يتم النظر دائما إلى وقائع الفساد والغش والإحتيال التي تحدث من وقت لأخر فى المؤسسات الرسمية وأجهزة الدوله السيادية علي إنها نتيجة مترتبة على الضعف الإنسانى ، ويتم التأكيد دائما على سلامة وصحة النظام فى مجملة ، كذلك يفترض أن أجهزة الإعلام تتسم بالحياد ، أما بالنسبة للتحقيقات أو التقارير سواء الصحفية أو الإعلامية التي لا تتوخى الإنصاف أو الموضوعية ، فيتم التوكيد لنا على أنها نتيجة للخطأ وليست عيوب جوهرية فى نظم نشر المعلومات أو تحيز المؤسسات الإعلامية التى في الأصل تكون مشروعات تجارية تتلقى دخولها من الإستغلال التجارى لمساحتها الزمنية أو المكانية لمصلحة الإعلانات ، ولا يتم التوقف عن التوكيد دائما على نزاهة وموضوعية المؤسسات الإعلامية ، أما بالنسبة لنظام التعليم فكذلك يزعم المضللون بداية من مرحلته الإبتدائية وحتى مستوى الجامعة بأنه يخلو تماماً من أي غرض أيديولوجى مقصود ( رياض شمس ، 1947 : 93).
  • التعددية الإعلامية: بمعنى الإعتماد على وهم حرية الإختيار وتعددية وسائل الإعلام ومصادر المعلومات والإحساس والشعور بحرية الإختيار فى بيئة بها تنوع ثقافى وإعلامى مما يجعل الجمهور سريع التأثر بالتضليل ، فمثال الولايات المتحدة الأمريكية تنتشر فيها وسائل الإعلام أكثر من أى مكان أخر فى العالم ، مما يستغله المسيطرون على وسائل الإعلام والإتصال فى التعزيز من وهم حرية الإختيار حيث يحدث خلط ما بين تنوع وفرة الكم الإعلامي وبين تنوع المضمون.
  • غياب الصراع الإجتماعي: حيث ينكر المتحكمون فى الوعى إنكاراً مطلقاً وجود الصراع الإجتماعى ، فالصراع كما تصوره الأجهزة القومية لصنع الأفكار والتوجهات العامة هو فى الأساس مسألة فردية سواء فى تجلياته أو فى أصوله ، ففى الولايات المتحدة الأمريكية مثال لقى السود والسمر والحمر والصفر والأقليات العرقية الأمريكية الأخرى أقل قدر من الأهتمام فى الأفلام و الإبداعات الثقافية المصنوعة ومع ذلك فهى أقليات تم استغلالها من جانب كل قطاعات الأغلبية البيضاء بدرجات متفاوتة ، كذلك لم يلق الأنقسام الإجتماعى الكبير في الأمة إلى عامل وصاحب عمل حظاً من الدراسة والإهتمام الا فى حالات استثنائية محدودة ، بل ظل الإهتمام منصباً على موضوعات أخرى تتمثل بوجه عام فى مشكلات القطاع الأوسط من السكان الذي يسعى جاهداً للصعود إلى أعلى السلم الطبقي تلك الفئة التى يفترض انتماء كل إنسان إليها ، كما أنه إذا حدث وصادفنا إبداعا ثقافياً حقيقياً يعترف بهذا الواقع فيكون هذا نادراً ولا يحدث بإستمرار ، ويرجع هذا إلي سيطرة النخبة تقتضي تجاهل أو تحريف الواقع الإجتماعي حيث أن العرض الواقعي والمناقشة الجادة للصراع الإجتماعي سوف تؤدي إلي زيادة الوعي والإنتباه لوجود ظلم إجتماعي مما يؤدي إلي مقاومته فلا يكون في صالح الأقليات المسيطرة علي الموارد والسلطة( عماد النجار ، 1985 : 111).

 طرق وأساليب التضليل الإعلامي:

أولاً – الدعاية:

وتعرف علي أنها “الاستخدام المقصود القائم علي التخطيط لأي صورة من صور الأتصال بهدف التأثير في عواطف الناس واتجاهاتهم النفسية علي بقية العناصر العقلية وفي سلوكهم لتحقيق أغراض محددة تخدم مصالح القائم بالدعاية.

والدعاية في عرف الإعلاميين مليئة بالأكاذيب، وهي عدوة الحقيقة، وإنما بناها أصحابها وفقاً للنظام الديمقراطي لأنهم زعموا أن رأي الفرد له أهميته، والمسؤولية الاجتماعية تقع على عاتق الجماعات، ولذلك فإنهم يريدون أن يظهروا بمظهر حضاري يجذب أصحاب الثقافات التي تتخبط في الظلمات ليعتنقوا دينهم، ولكنهم اختلقوا الدعاية التي بها يؤثرون في الرأي العام اعتماداً على التزيين والتشويه بحسب الحاجة.

أساليب الدعاية: تعدد أساليب الدعاية وذلك من أجل الوصول إلي أهدافها وتتمثل أهم أساليب الدعاية في الآتي:

التكرار : إن استمرارية تكرار فقرة أو جملة أو فكرة والضخ المتواصل والإغراق بالأخبار ، حول قضية معينة صحيحة كانت أم خاطئة لكنها تخدم مصالح فئة ما يؤدي إلي تصديقها حتي لو كان تلفيقاً أو كذباً ويستخدم هذا الاسلوب عادةً لتغيير آراء الناس نحو اتجاه معين مثل الإعلانات وهو من أنجح أساليب الدعاية، إذ يقول نابليون “لا يوجد إلا شكل واحد جاد من البلاغة ، وهو التكرار” ، بالإضافة أن عملية أقناع المتلقي غالباً لا تأتي من المرة الأولي التي يتلقي فيها الرسالة الإعلامية أو المحتوي الإتصالي ( رضا عيد حموده ، 2015 : 79).

الحوار المشوه : الذي يتم فيه التغييب الكلي والمتعمد للقضية الجوهرية ، أو من خلال استضافة شخصيات ضعيفة المستوى من الناحية اللغوية والفكرية ؛ وحتى الأخلاقية لتمثيل قضية ذات أهمية وتلقي أهتماماً ورغبة لدي الجمهور، بهدف إسقاطها وتشويهها ، وإعراض الجمهور عن متابعتها.

الإعتماد علي الرمزيات والشخصيات المشهورة : وذلك عن طريق عرض الرأي أو الفكرة على لسان شخص يشعر الأفراد بالانتماء إليه، وهو من أبرز أساليب التضليل تبدأ الحوارات ؛ بالتعبير عن رأي معين يتفق مع أراء الأفراد ، من أجل الحصول على ثقة المشاهد أو المستمع أو القارئ ، ثم القيام بعملية تمرير الأفكار المراد إيصالها إلى الجمهور، حيث أثبتت الدراسات أن التأثير في الجمهور يزيد كلما كانت المصادر موثوقة ، فكلما زادت ثقة الجمهور في المصدر زادت قابلية تبني ما يقوله أو يفعله هذا المصدر(أحسن خشاه ، 2013 : 154).

التضليل عن طريق التلاعب بالصور: مع أن الصورة تعتبر من أصدق الوسائل الإعلامية الإ أن هناك وسائل وطرق للتضليل بالصورة منها:

  • اختيار الناشر للصورة : وهي عملية اختيار صورة لموضوع ما من بين عشرات الصور لتخدم وجهة نظر معينة يتبناها الناشر ، مثل أختيار صورة لطفل يلقي الحجارة علي جنود الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار الجندي بصورة الضحية من بين عشرات الصور التي تصور ظلم وقمع وقتل جنود الاحتلال للمتظاهرين.
  • اختيار زاوية التصوير: ويعمد من خلالها القائمون علي التضليل الإعلامي باستبعاد عناصر لا تخدم وجهة نظرهم والابقاء علي آخري يراد من خلالها التأكيد علي وجهة نظرهم بحجة إحداث التوازن في الصورة ، كما تلتقط صورة لمظاهرة من خلال زاوية محددة تظهر الآلاف الالمشاركين وزاوية أخري تظهر العشرات منهم فقط.
  • استخدام برامج التحرير في تزييف الصور: تستخدم هذه البرامج في تزييف الصور بهدف التأثير علي الرأي العام وقلب الحقائق ، ويكون من خلال تزييف مكان ألتقاط الصورة أو زمانها من خلال دمج أكثر من صورة واضافة شخصيات ليست موجودة في الحدث أصلاً ( محمد سيد محمد ، 1983 : 56).

الأختلاق والتحريف: وهو ترويج الكذب عبر وسائل الإعلام لتغيير حقيقة موضوع ما من خلال تحريفه أو حذفه حتي ينسي.

الأسلوب الديني: وفيه يقوم الخطباء والدعاة بالوقوف جنباً إلي جنب بجانب أصحاب القضية المراد أبرازها.

أسلوب النكته : وهي أكثر الأساليب تأثيراً وذلك لسرعة أنتشارها بين الناس.

أسلوب التضخيم والتهويل : ويعد هذا الأسلوب ذو تأثيراً ضعيفاً بين الناس وذلك لتعدد مصادر الخبر والتي تكشف الحجم الحقيقي للخبر المراد تضخيمه.

أهداف الدعاية: تتلخص أهداف الدعاية في الآتي:

السيطرة علي الرأي العام والتحكم في السلوك الإجتماعي للجماهير.

السيطرة علي الإتجاهات بإستخدام وسائل الإتصال.

تهيئة نفسيات الأفراد لقبول وجهات النظر التي يدعو لها القائم علي الدعاية والتشبع منها.

نشر أفكار واتجاهات معينة وتحريفها من خلال الشكل والمضمون بطريقة تخدم أهداف القائم علي الدعاية( خالد رمضان ، 2011 : 137).

ثانياً – الإشاعة (الشائعة) :

وتعتبر الشائعة من أكثر أساليب التضليل الإعلامي ترويجاً للباطل ونشر الأكاذيب وهي “ترويج لخبر مختلق لا اساس له من الواقع وهي تعتمد في المبالغة والتهويل أو التشويه حين تسرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام المحلي أو الرأي العام الإقليمي.

بغض النظر عن أنواع الإشاعة الا أنها إدارة للحرب النفسية فهي تثير مشاعر الأضطراب والقلق والخوف والرعب والكراهية والشك لدي الجمهور المستهدف خاصة عند وجود موقف غامض في أوقات الكوارث والأزمات.

وتستخدم الإشاعة عدداً من الأساليب تبعا لأنواعها ومنها:

تسريب المعلومات: وهو شكل من أشكال الإشاعة لأن التأكد من المصدر يكون صعب ، وقد يكون التسريب علي شكل أخبار كاذبة ، أو التسريب مع طلب كتمان هوية المصدر بغرض التضليل الإعلامي.

التشهير والتشويش: ويهدف هذا الاسلوب إلي إثارة الفتن بين الأطراف وتشويه السمعة.

الكذب: ترويج الكذب وهو الأساس التي تقوم عليه الإشاعة ويعتبر هذا الأسلوب الأكثر رواجاً حيث يتم نقل أخبار غير صحيحة ومكذوبة سواء عن طريق الخطأ أو بهدف تضليل القارئ.

النكتة: يعتمد البعض أسلوب النكتة حتي يستطيع الخروج من أي إشكاليات أو مسئولية قد تحدث عند الإكتششاف( محمد سعيد البوطي ، 1982 : 33).

ومن أهم الأهداف التي تسعي إليها الإشاعة حتي تتمكن من تحقيقها:

نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد تمهيداً لتدمير استقراره النفسي.

تدمير القوي المعنوية لدي الخصم من خلال بث الفرقة والرعب والإرهاب.

إثارة عواطف الجماهير والعمل علي بلبلة الأفكار.

إحداث القطيعة بين الجماهير وحكوماتهم وتشكيكهم في عدالة قضيتهم( أمال عثمان ، 1972 : 64).

ثالثاً- الحرب النفسية :

في هذا السياق تعددت تعريفات الحرب النفسية إلا أن الجميع أتفق علي حرب بين طرفين تهدف إلي تحقيق المصالح وتستخدم فيها الأسلحة الفكرية والعاطفية وقد عرفت الحرب النفسية علي أنها “نوع من القتال النفسي لا يتجه إلا للعدو ويسعي إلي تحطيم النواحي المعنوية له بجميع الوسائل للقضاء علي أيه صورة من صور الثقة بالنفس التي قد تولد فيه المقاومة أو عدم الأذعان والاستسلام ، وتهدف إلي تحطيم الإرادة الفردية وتحطيم الثقة بالذات.

ومن أساليب الحرب النفسية:

أفتعال الأزمات: من خلال التحريض علي أعمال التخريب والتدمير وصناعة الأخبار المزيفة.

إثارة الرعب: وهو إستغلال حاجة الإنسان إلي الأمن وبث الرعب والمخاوف في نفوس الناس.

غسيل الدماغ: ويعتمد هذا الأسلوب علي تغيير قناعات الأفراد أو الجهات من خلال إعادة تكوينها علي نحو يخدم الجهة التي تقوم بذلك.

تحريف الحقائق: وهو الاسلوب الأكثر إستخداماً في الحرب النفسية حيث أنه يرسم صورة إيجابية عن القائم بالحرب ويستخدم اسلوب التكرار للكلمات والعبارات حتي تتحول إلي حقائق لا تقبل الجدل (أحمد جلال حماده ، 1987 : 134).

أهداف الحرب النفسية :

العمل علي إضعاف الروح المعنوية للعدو وبث اليأس من النصر في صفوفه عن طريق المبالغة في وصف القوة وهزائم العدو لبث الرعب في قلوب العدو.

إضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث ثغرات من خلال:

الضغط الإقتصادي علي نظام العدو والعمل علي انهياره.

تشجيع الطوائف علي مقاومة الأهاف القومية.

تشكيك الجماهير بقيادتها السياسية وزعزعة ثقتها بإمكانية صمود الجيش.

الدس وإثارة الفتن بين طوائف الشعب بأكملها.

التشجيع علي الأحقاد والضغائن بين الشعب والجيش.

إحداث الفوضي والبلبلة ( محمد ابو زهرة ، 2000 : 154).

أنواع الحرب النفسية:

الحرب النفسية الاستراتيجية :

تسعى عمليات الحرب النفسية الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف شاملة بعيدة المدى، وتنسق عادة مع الخطط الاستراتيجية العامة للحرب، وتوجه غالبا إلى القوات المسلحة المقاتلة وإلى الشعوب بصفة جماعية شاملة، وتتميز بالشمول والامتداد في المكان والزمان وقد تمتد إلى عشرات بل مئات السنين.

الحرب النفسية التكتيكية :

هي حرب الصدام المباشر مع العدو والالتحام به وجها لوجه، سواء بالحرب السياسية أو الاقتصادية أو المعنوية أو العسكرية، أو بمجموعة من هذه الحروب، أو بها مجتمعة، حسب الهدف المرسوم (علي الخفيف ، 1995 : 38).

الحرب النفسية التعزيزية :

تثبيت دعائم النصر الذي تكون الحرب التكتيكية ومن قبلها ومعها الحرب الاستراتيجية قد حققته، ثم تحويل النصر إلى أمر واقع يأخذ صفة الشرعية والدوام، وتلجأ الحرب التعزيزية في المقام الأول إلى تصنيع مزيج من الترهيب والترغيب لإقناع الخصم بأن هزيمته نهائية ومؤبدة، وأن مصلحته في حياة ومستقبل آمنين ترتبط مباشرة بتسليمه بهذه الهزيمة ثم بتعاونه مع المنتصر (اسماعيل احمد الأسطل ، 2004 : 86).

. المبحث الثالث: أهداف التضليل الإعلامي

ترتبط وسائل الإعلام ارتباطًا وثيقًا بالسياسة ، ومن هذا الصدد انبثق نموذج الإعلام السياسي القائم على صقل أساليب الحوار وتقديم المعلومات السياسية والعسكرية للجمهور بشكل إعلامي يضمن السلامة والهيبة. الخارج.

تبلورت معالم شكل الإعلام السياسي في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وأصبحت مجالًا مستقلاً يتعامل مع التأثير المتبادل بين الحكومة والشعب من جهة ، والعلاقات الخارجية من جهة أخرى. وبحسب نظرية الإعلام السياسي ، فإن الهدف من وجود إعلام سياسي ينبع من ضرورة إشراك الجماهير وتعبئتها بما يضمن كسب السياسيين مكاسب انتخابية في المقام الأول ، والأمر نفسه ينطبق على السياسيين والمصالح والعلاقات الدولية.

في الإعلام السياسي ، هناك ثلاث جهات فاعلة رئيسية: سياسيون ، صحفيون ومواطنون ، كل منهم يتحرك وفق اهتمامات مختلفة ومميزة عن الآخرين. بالنسبة للسياسيين ، فإن الهدف هو توجيه الرأي العام نحو قضية تخدم حزبه بطريقة أو بأخرى ؛ بالنسبة للصحفيين ، أي قصة سياسية هي مشروع إخباري يجتذب المتابعين بمجرفة تفتح الباب على مصراعيه للشهرة ؛ أما المواطنون ، خاصة في الدول الديمقراطية ، فهم معنيون بالإعلام السياسي لمحاسبة السياسيين وصانعي القرار والدفاع عن نواقصهم.

التضليل ونموذج الحرب الإعلامية النفسية

تدرس وسائل الإعلام السياسية النقاشات السياسية والتوجهات السياسية والأيديولوجية والحملات الانتخابية وطرق الترويج لها ، وتنتهي بدراسة وتحليل الخطاب السياسي والدعاية. كان هتلر أول من عين وزيراً للإعلام السياسي والدعاية في العصر الحديث ، وفي عام 1933 اختار جوزيف جوبلز ، الذي لعب الحبال لخداع العدو ونشر أخبار زرع الرعب في صفوفه ، وروج للنازية. ثم حزب شرعيا. استخدم غوبلز الراديو والأفلام والملصقات والصور الصحفية لبناء صورة لألمانيا على أنها الأقوى والأكثر استقرارًا ، لتمجيد صورة هتلر والحزب النازي التي كانت ألمانيا بحاجة إلى هذه الحرب المعلوماتية.

نجح جوبلز في تطبيق أشهر نموذج دعائي في العالم ، والذي ساعد في إدخال ألمانيا في دائرة القوى العظمى. خلال الحرب العالمية الثانية ، ظهرت علامات على استخدام وسائل الإعلام لأغراض التضليل عندما تم استخدام الكلام ولغة الجسد للتأثير على العالم وإقناعهم بقوة الألمان وإضعاف الشعور القومي لشعوب الاتحاد السوفيتي والشرقي. معسكر. أوروبا. يُنسب إلى Goebbels أيضًا قوله “كذب ، كذب ، حتى يصدقك الناس” في إشارة إلى استخدام هتلر للمعلومات المضللة والدعاية وقوة الخطاب التي أثرت على شعوب أعداء ألمانيا قبل الألمان ، وحرضهم ضد حكوماتهم ، وقاد قبول فرنسا وبريطانيا العظمى باحتلال تشيكوسلوفاكيا. وكررت القضية نفسها في القضية الفلسطينية بعد أن استخدمت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي الشائعات والتضليل الإعلامي لإقناع العالم بأن الفلسطينيين هم من تركوا أرضهم بأوامر من القوات. احتلال ميليشيا الهاغاناه الصهيونية أراضيهم وبلداتهم وقراهم.

يمكن القول أنه بسبب التقدم التكنولوجي الذي حدث ، أصبحت وسائل الإعلام السياسية الخادعة معتمدة على دراسة إعلام المعارضين وتطوير تقنيات الاتصال ؛ لضبط المحتوى المراد مخاطبته للجمهور (معارضة أو دعم) ، بسبب تأثير هذه القناة على صناعة الرأي العام ، وزيادة استخدام استطلاعات الرأي والتسويق السياسي. يُنسب إلى روسيا والولايات المتحدة الأمريكية استخدام الدراسات الإعلامية والمؤسسات الاستشارية السياسية ومؤسسات تحليل البيانات لتنسيق استطلاعات الرأي ومعرفة آراء المعارضين (محليين أو خارجيين) ، فضلاً عن اهتمامات جمهورهم ودراستها. عواطفهم وحالاتهم النفسية قبل ضخ المعلومات الخاطئة. ما حدث في فضيحة Cambridge Analytica هو مثال صارخ على تسريب بيانات مستخدم الإنترنت واستخدامها في نموذج إعلامي لنشر رسائل سياسية وإعلانات وقصص مؤقتة مضللة ، مع الاستجابة للمصلحة العامة في الانتقال إلى توجيه الرأي العام لصالح حملة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.

الشائعات السياسية

تساعد بيئة الخصومات السياسية على نمو القيل والقال ، خاصة فيما يتعلق بالقادة على جميع المستويات ، وتحيط بصناع القرار السياسي والاقتصادي المؤثرين على مستوى الدولة. يمكن تعريف الشائعات ببساطة على أنها مزاعم لا تستند إلى الحقيقة ، أو أحداث موثقة ، يتم نشرها من خلال التواصل الإعلامي. أهم ما يميز الشائعات أنها تبدأ بالتحريض ضد شخص معين أو تمويه الحقيقة حول حدث ما ، بطريقة ترضي شعور المتحدث (ليس بالضرورة فردًا ، ربما وسائل إعلام) للسيطرة على المشهد الإخباري. إلا أن الشائعات ، خاصة السياسية منها ، لا يمكن أن تنتشر إلا عندما تجد آذانًا متعاطفة معها وتسعى جاهدة لتأجيج نيرانها ؛ في كلتا الحالتين ، يمكن القول أنه كلما زاد انتشار الشائعات ، كانت تلك الشائعات معقولة ومصداقية.

أثرت الشائعات السياسية على الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتمحورت في الغالب حول دينه وعرقه وخلفيته. حتى قبل أن يتولى مقاليد الهيمنة الأمريكية. وعلى عكس كل الرؤساء الأمريكيين السابقين ، يمكن القول إن أوباما كان محاطًا بمصنّع إشاعات اكتسب زخمًا في أذهان الجمهور. أظهر استطلاع أجراه مركز Polymetrix أن 27٪ من الأمريكيين يعتقدون أن أوباما لم يولد في البلاد و 19٪ غير متأكدين من أصوله. لكن النسب تراجعت بعد أن قرر أوباما إبراز شهادة ميلاده في أبريل 2011. واستغل معارضو أوباما من الحزب الجمهوري والعرقي الأبيض وجود اسم “حسين حسين” لنشر شائعات عن دينه ، الأمر الذي جعل 24٪ من الأمريكيين يقولون فهو مسلم وليس مسيحياً ، خصوصاً في ظل حالة الاستقطاب التي بقيت ضد الديمقراطيين ، فنسبوها إلى الإسلام بعد ظهور الإسلاموفوبيا. وسابقا انتشرت شائعات عن تورط المرشح الديمقراطي لانتخابات 2004 جون كيري في حرب العراق وجرائم في مدن عراقية عام 2003 ، بالإضافة إلى شائعات حول تورط الجمهوريين في مؤامرات تتعلق بأحداث 11 سبتمبر 2001.

إضعاف الثقة السياسية: إن تقييم الأفراد للحكومة يرتبط بمدي توافق أو تعارض الأداء الحكومي مع توقعاتهم ، أي أن تأتي بالنتائج التي تتوافق مع توقعاتهم ، ويتوقف بنائها علي التفاعل مع الأفراد ، وموقفها من قضاياهم وشئونهم الحياتية وحل مشكلاتهم وتحقيق مطالبهم ، إلا أن وسائل الإعلام تساهم في تحديد صورتها أيضاً ، من خلال ما تنقله من المعلومات عن البناء السياسي والمؤسسات ورجال السياسة ( منير حميد البياني ، 1994 : 69).

الشك السياسي : هو تقييم سلبي للسياسة من قبل المواطنيين الذين يرون تناقضاً بين المأمول (مايتمنوه) ، والواقع (ما يتحقق)، فالفاقدون للثقة يرون رجال السياسة يتلاعبون بهم ، ولا يخدمون إلا أنفسهم ويستخدمون سلطاتهم لخدمة مصالحهم.

السخط السياسي: هو موقف ناقد يتسم بعدم الثقة تجاه السلطات والمؤسسات السياسية نتيجة للوعود الكاذبة ، والسياسات الفاشلة والأداء المتدني ، وهو ما يؤدي إلي زيادة الخلاف السياسي واتساع الفجوة بين الحكومة وأفراد الشعب (هاني الرضا ، 1998 : 198).

 

 

 قائمة المراجع : –

إبراهيم إمام . الإعلام والاتصال بالجماهير ، مكتبة الأنجلو المصرية ، ط3 ، 1984 .

ابراهيم إمام .أصول الاعلام الاسلامي ، دار الفكر العربي ، ط1 ، القاهرة .1985م .

إبراهيم إمام، الإعلام والاتصال بالجماهير، دار الطليعة للطباعة والنشر بالقاهرة، طبعة 1969م.

أبو بكر إسماعيل ميقا، الرأي وأثره في مدرسة المدينة، مؤسسة الرسالة ببيروت، الطبعة الأولى 1405هـ / 1985م.

أحسن خشان (2013): الصياغة اللغوية والتضليل الإعلامي ، مجلة التواصل في العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 36.

أحمد جلال حماده .حرية الرأي في الميدان السياسي الاعلامي ، بحث مقارن في الديموقراطية والاسلام ، دار الوفاء ، المنصورة ، ط1 ، 1987م .

أسامه عطية عبد العال، شرح القواعد العامة للقانون الجنائي، مكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى 1436هـ / 2015م.

اسماعيل احمد الأسطل . حقوق الانسان والقانون الانساني بين الشريعهة والقانون ، ط1 ، 1425ه / 2004 م .

أمال عثمان، النموذج القانوني للجريمة، مجلة العلوم القانونية والاقتصادية، العدد الأول، السنة الرابعة عشر، يناير 1972م.

إيمان محمد سلامة بركة، الجريمة الإعلامية في الفقه الإسلامي، رسالة ماجستير في الفقه المقارن مقدمة لكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية بغزة، 1429هـ / 2008م.

باسم علي حوامدة . وسائل الاعلام والطفولة ، دار جرير ، عمان ، ط1 ، 2006م .

بورديو (2004): التليفزيون وآليات التلاعب بالعقول ، ترجمة درويش الحلوجي ط1 ، دمشق: دار كنعان للنشر والخدمات الإعلامية.

حسن محمد هند، النظام القانوني لحرية الرأي، دار الكتب القانونية بالقاهرة، طبعة 2005م.

خالد العبري، ضوابط الحرية في الشريعة الإسلامية، الأمن رسالة الإسلام، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالدمام، كلية العلوم، قسم الدراسات الإسلامية والعربية، 1436/2005م.

خالد بن عبدالعزيز النذير، المسئولية الجنائية عن جرائم الصحافة في أنظمة دول مجلس التعاون الخليجي، بحث تكميلي لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض، 1437هـ / 2006م.

خالد رمضان سلطان، المسئولية الجنائية عن جرائم الصحافة، رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الحقوق جامعة حلوان بمصر، 2011م .

رءوف عبيد، السببية الجنائية بين الفقه والقضاء، دار الفكر العربي، طبعة 1984م.

رضا عيد حمودة ، 2015 : الشائعات في المواقع الإخبارية وتأثيرها في نشر الأخبار من وجهة نظر الصحفيين ، ط1 ، الأردن .

رياض شمس، حرية الرأي وجرائم الصحافة والنشر، مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة، طبعة 1947م.

السعيد بو معيزة (2004): التضليل الإعلامي وأفول السلطة الرابعة ، المجلة الجزائرية للأتصال ، عدد 18 الجزائر.

السعيد محمد عليوه (2014) . التضليل الإعلامي وأفول السلطة الرابعة، ورقة بحثية مقدمة بجامعة الجزائر.

طارق سرور، جرائم النشر والإعلام، دار النهضة العربية بالقاهرة، الطبعة الأولى 2004م.

عبد الحميد الشواربي، جرائم الصحافة والنشر في ضوء القضاء والفقه، منشأة المعارف بالإسكندرية، طبعة 1986م.

عبد الفتاح بيومي حجازي، المبادئ العامة في جرائم الصحافة والنشر، دار الفكر الجامعي بالإسكندرية، طبعة 2004م.

عبد اللطيف حمزة، الإعلام والدعاية، دار الفكر العربي، طبعة 1404هـ / 1984م.

عبدالعزيز عزت الخياط . النظام السياسي في الاسلام : النظرية الاسلامية – نظام الحكم ، دار السلام ، القاهرة ، ط2 ، 2004م .

عصمت عدلي . سوسيولوجية التشريعات الاعلامية والاعلام الأمني ، دار المعرفة الجامعية ، ط1 ، 2003م.

علي الخفيف .الملكلية في الشريعة الاسلامية مع مقارنتها بالقوانين العربية ، دار النهضة ، بيروت ، ط1 ، 1995م.

علي فايز الجارحي ، الحماية الأمنية لحقوق الإنسان، مطابع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض، طبعة 1422هـ / 2001م، الجزء الثاني : بحث مقدم لندوة علمية بعنوان حقوق الإنسان بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي.

عماد النجار، الوسيط في تشريعات الصحافة، مكتبة الأنجلو المصرية، طبعة 1985م.

عمر محمد الباهول . شرح قانون منع الجرائم ، دار الثقافة ، عمان ، ط1 ، 1429ه / 2008م .

عمر محيي الدين الحوري . الجريمة الاعلامية وطرق مكافحتها ، دراسة مقارنه في الشريعة والقانون والعلوم الاجتماعية ، ط1 ، 2003م .

فتحي الدريني . الحق ومدي سلطان الدولة في تقييده ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط2 ، 1977م.

ليلى عبد المجيد، تشريعات الصحافة في الوطن العربي : الواقع وآفاق المستقبل، العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة، الطبعة الثانية 2001م.

ماجد راغب الحلو، حرية الإعلام والقانون، منشأة المعارف بالإسكندرية، ط 2 ،  2006م.

مجد نبيل عثمان  ، 2015 : الدعاية والتضليل الإعلامي في الأفلام الإمريكية.

مجد هاشم الهاشمي، الإعلام المعاصر وتقنياته الحديثة، دار المناهج بعمان، الطبعة الأولى 1427هـ / 2006م.

محمد أبو زهره .الجريمة الاعلامية في الفقة الاسلامي ،دار الفكر العربي ، القاهرة ، ط1 ، 2000م.

محمد الأفرنجي ، (2014) : إدارة شبكة الأقصي الإعلامية للحرب النفسية وسبل تطورها، دار الأرقم للنشر ، بيروت .

محمد بن دغش سعيد القحطاني، الإشاعة وأثرها على أمن المجتمع، دار طويق بالرياض، الطبعة الأولى 1418هـ / 1997م.

محمد بن صالح المخيمي . فتاوى العقيدة أسئلة وأجوبة ، مكتبة السنة ، القاهرة ، ط1 ، 1992م.

محمد بن علي العصيمي، تجريم التضليل الإعلامي، رسالة ماجستير مقدمة لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض، 1435هـ / 2014م.

محمد حمدان (2010): الحرب الناعمة ، بيروت: دار الولاء.

محمد رجاء عبدالمتولي . الحريات والحقوق في الاسلام ، سلسلة دعوة الحق ، رابطة العالم الاسلامي ، ع(69) ، 1987م.

محمد ركان الدغمي . التجسس واحكامه في الشريعة الاسلامية ، دار السلام ، القاهرة ، ط3 ، 2006م.

محمد سعد إبراهيم .حرية الصحافة دراسة في السياسة التشريعية وعلاقتها بالتطور الديموقراطي ، دار الكتب العلمية القاهرة 1997م .

محمد سعيد البوطي، ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية، مؤسسة الرسالة ببيروت، الطبعة الرابعة 1402هـ / 1982م.

محمد سيد محمد، المسئولية الإعلامية في الإسلام، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1983م.

محمد نعيم الساعي . القانون الاعلامي في عقائد المذاهب الاسلامية ، دار السلام ، القاهرة ، ط1 ، 2008م.

محمود محمود مصطفى، شرح قانون العقوبات ـ القسم العام، دار النيل للطباعة بالقاهرة، الطبعة الثالثة 1995م.

مصطفي فهمي الجوهري .النظرية العامة للجزاء الاعلامي ، دراسة تحليلية وتأصيلية طبقا لقانون العقوبات الاتحادي ، أكاديمية دبي ، ط1 ، 2002 م.

منير حميد البياني . النظام السياسي الاسلامي مقارنة بالدولة القانونية ، دار البشير ، عمان ، ط2 ، 1994م.

هاني الرضا . الرأي العام والاعلام والدعاية ، المؤسسة الجامعية ، بيروت ، ط1 ، 1998م.

هاني الرضا؛ رامز عمار، الرأي العام والإعلام والدعاية، المؤسسة الجامعية ببيروت، الطبعة الأولى 1418هـ / 1998م.

هلبرت تشلر(1999): المتلاعبون بالعقول ترجمة عبدالسلام رضوان ، عالم المعرفة.

يوسف محي الدين أبو هلاله، الإعلام ـ نشأته وأساليبه ووسائله، مكتبة الرسالة الحديثة بعمان، الطبعة الأولى 1408هـ / 1987م.

 

لا توجد تعليقات على “التضليل الإعلامي (الخصائص والأساليب والأهداف)”