أختيار جنس المولود

تحديد جنس الجنين عبر التاريخ

أن كتاب الله سبحانه و تعالى القرآن الكريم هو أول الكتب السماوية الذي يحدد من  المسؤول عن نوع جنس الجنين أن كان ذكراً أم أنثى، فقد كان الاعتقاد السائد قبل زمن نزول القرآن الكريم أن بويضة الزوجة الأم هي المسؤولة عن تحديد جنس المولود، ولكن اليوم العلم يخبرنا بأن نطفة الذكر لها العلاقة المباشرة بتحديد جنس المولود.

قال الله سبحانه و تعالى: ((وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ ﴿45﴾ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ ﴿46﴾ )) القران الكريم, سورة النجم, الصفحة – 528 , الآية 45و46.

ألأب وألام يتوقان لمعرفة جنس المولود القادم هل هو ذكراً أم أنثى. وقد بقيت معرفتنا لهذا الحدث الجميل تعتمد على التنبؤات و الخرافات و الحسابات و غيرها لقرون طويلة, حتى جاء عصر العلم الحديث ليتمكن علماء الأجنة و الوراثة من وضع الأسس الصحيحة لنشأة الأجنة وتكوين الجنين واكتشاف أسرار عملية تكوين الأمشاج و من ثم الزيجة الملقحة و بعدها الجنين و انغراسه في رحم الأم و الحمل والولادة وتطور الجنين وتحديد جنس المولود بدقة فائقة. ومن الطرق الشائعة في تحديد جنس الجنين هي بالحقن ألمجهري ,الفرز الحيوانات المنوية , نوع الغذاء , توقيت الجماع  و الوسط ألحامضي و القاعدي للرحم,

اختيار جنس الجنين Baby gender selection .

القاعدة العلمية الرئيسية و المتعارف عليها بان تحديد جنس المولود الجديد يحدد بنوع الكرموسومات التي يحملها الحيوان المنوي أما ذكرا ( Y-chromosome) أو أنثى ( X-chromosome) فعندما يلتقي حيوان منوي ذكري مع البويضة كانت نتيجة المولود ذكرا و عندما يلتقي حيوان منوي أنثوي مع البويضة يصبح النتيجة للمولود أنثى.

طرق تحديد جنس الجنين Methods of determining the gender of the fetus .

هنالك طرق مختلفة لتحديد جنس الجنين و مع التقدم التكنولوجي والتطور العلمي الكبير في علم الأجنة التطبيقي , أصبح الآن بالإمكان تحديده من خلال التقنيات ألمتقدمه مثل الحقن ألمجهري للحيوان المنوي بالبويضة \ تقنية الفحص الوراثي المبكر آو ما يطلق عليها التشخيص الوراثي للأجنة قبل الزرع PGD وهي الطريقة الأفضل التي تعمل على تحديد جنس الجنين و الأمراض المتوقعة له.

أولا : تحديد نوع جنس الجنين بعد الحقن  Post-implantation .

في هذه الطريقة التي تتم أثناء الحمل و تتضمن بالموجات فوق الصوتية و اخذ عينات من المشيمة و في حالة عدم رغبة الزوجين بجنس المولود فيصار إلى الإجهاض الجنين.

ثانيا : تحديد نوع جنس الجنين ما قبل عملية إلاخصاب Pre-implantation .

يمكن استخدام نوعين رئيسيين من طرق ما قبل الزرع لاختيار الجنس المولود. كلاهما يعتمدان على تقديم الكروموسوم الجنسي الثاني ليكون إما كروموسوم Y (ينتج عنه ذكر) ، أو كروموسوم X (ينتج عنه أنثى).

1- طريقة إريكسون Ericsson method .

بدئت هذه الطريقة في سبعينيات القرن الماضي, تقوم طريقة إريكسون بفصل الحيوانات المنوية من الذكور والإناث عن طريق تمريرها عبر عمود مليء ببروتين الدم وألبومين المصل البشري. عندما تدخل الحيوانات المنوية الزلال في مصل الإنسان ، تظهر الاختلافات في الكتلة بين الكروموسومات X و Y حيث تدفع الحيوانات المنوية الأخف وزنًا إلى داخل البروتين أكثر من الإناث التي تسحبها وزن “الساق” الإضافية للكروموسوم الجنسي X.  يخلق هذا الاختلاف الصغير طبقات منفصلة من الحيوانات المنوية المركزة للذكور والإناث. طبقات الحيوانات المنوية المختارة من الجنسين ذات تركيزات أعلى ولكنها ليست نقية. هذا النقص في النقاء يفسر احتمال 30٪ لفشل طريقة إريكسون في اختيار نوع الجنس. يتيح اختيار جنس الجنين عن طريق عزل الحيوانات المنوية الحاملة على الكرموسوم الانثوي X عن الحيوانات المنوية ذات الكرموسوم الذكري Y  ( حيث يكون للحيوانات المنوية X و Y اختلافا في المحتوى بنسبة 2.8% في الوزن ) وذلك في عملية التلقيح الاصطناعي IUI أو التخصيب داخل المختبر IVF .

2- تقنية التشخيص الجيني قبل الزرع  PGD .

بعد تحفيز المبيض ، تتم عملية جمع العديد من البويضات من الأم. يتم تخصيب البويضات في المختبر باستخدام الحيوانات المنوية للأب بتقنية تسمى الإخصاب في المختبر (IVF). كلمة “التخصيب في المختبر” هي كلمة لاتينية تعني “داخل الطبق الزجاجي”. تسمى البويضات المخصبة بالأجنة. عندما تتطور الأجنة من خلال الانقسام ، يتم فصلها حسب الجنس. يتم زرع أجنة من الجنس المرغوب مرة أخرى في رحم الأم.

قبل الإخصاب باستخدام التلقيح في المختبر ، يمكن أخذ عينة وراثية من البويضات المخصبة من خلال التشخيص الجيني قبل الزرع (PGD) لزيادة نجاح الإخصاب. بمجرد أن ينمو الجنين إلى حجم 6-8 خلية ، يسمح شق صغير بالليزر في غشاء البويضة (zona pellucida) بالإزالة الآمنة لإحدى الخلايا. تحتوي كل خلية في الجنين على نسخة متطابقة من جينوم الشخص بأكمله. إن إزالة إحدى هذه الخلايا لا تضر بالجنين النامي. ثم يدرس أخصائي علم الوراثة و الأجنة الكروموسومات في الخلايا المستخلصة بحثًا عن العيوب الوراثية وتحديد لجنس الجنين. ثم يتم إعادة الأجنة من الجنس المطلوب وذات العوامل الوراثية المقبولة إلى الأم.

أي الطريقتين أفضل في تحديد جنس الجنين ؟

تُفضل تقنية التلقيح المجهري / التشخيص الوراثي PGD قبل الزرع على طريقة إريكسون بسبب التحكم الأكثر دقة و صرامة في اختيار جنس الأبناء في مختبر الأجنة التخصصي. نظرًا لأنه يتم نقل أجنة الجنس المطلوب فقط إلى الأم ، فإن التلقيح المجهري / التشخيص الوراثي قبل الزرع يتجنب الاحتمال الضئيل الموجود في طريقة إريكسون لتخصيب الحيوانات المنوية غير المرغوب فيها للبويضة. معدلات نجاح اختيار جنس المولود في التلقيح المجهري / التشخيص الوراثي قبل الزرع مرتفعة للغاية. يوصى بهذه التقنية للأزواج الذين يرغبون بتحديد عدد ألأطفال.

كيف يتم تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري \ التشخيص الوراثيPGD ؟

1-   بعد حدوث الإخصاب في الحقن المجهري وتكوين الأجنة فيتم سحب خلية أو خليتين من كل الأجنة التي نتجت عن الإخصاب وذلك في اليوم الثالث.

2-  يتم فحص تلك العينات فى مختبر علم الأجنة و الوراثة.

3-  بعد الفحص يتم الفصل بين الأجنة الذكور والأجنة الإناث و السليمة وراثيا و جينيا.

4-  يتم إرجاع الأجنة الذكور فقط أو الإناث فقط حسب رغبة الزوجين وذلك في اليوم الخامس.

5- عند حدوث الحمل فيكون بنسبة 99 % ذكراً أو أنثى حسب الجنس المرغوب به عند الزوجين.

هل تتأثر جودة الأجنة بعملية تحديد جنس الجنين ؟

بالتأكيد لا تتأثر جودة الأجنة بعملية تحديد الجنس للجنين، لأنه يتم سحب خلية واحدة أو اثنين ولا يؤثر ذلك على جودة الأجنة من الناحية الوراثية و الجينية.

ما هي نسب النجاح في التلقيح المجهري \ التشخيص الوراثي PGD ؟

تصل نسب النجاح في تحديد الجنس للجنين, أي الفصل بين الأجنة الذكور و الأجنة الإناث وإرجاع الأجنة حسب الجنس المرغوب فيه إلى 99 %.

 

معتقدات غير صحيحة متعلقة بتحديد جنس الجنين…

كان قديماً يعتقد العديد من الأزواج إن وقت الجماع أو وضعية العلاقة الحميمية أو حتى نوعية الطعام يمكنها تحديد جنس الجنين. ولكن لا يوجد حتى الآن ما يثبت صحة ذلك حتى وإن حدث أن تنجح أحد تلك الطرق في الحمل بالنوع المرغوب فإن ذلك يرجع إلى الصدفة ولا يعنى بالضرورة نجاح أزواج آخرون فى الحمل بالنوع المرغوب بإتباع نفس الطريقة.

أولا : طريقة التوقيت Timing Methods.

تهدف طرق التوقيت إلى التأثير على نسبة الجنس للأطفال الناتج عن ذلك من خلال ممارسة الجنس في أوقات محددة تتعلق بموعد الإباضة. وتعتمد هذه الطريقة لتحديد نوع الجنين واختيار جنس المولود قبل الحمل على الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية التي تختلف فيها الحيوانات المنوية الذكرية عن الأنثوية، بحيث وجدت الأبحاث أن الحيوان المنوي الذكري خفيف الوزن , سريع الحركة ولكنه يعيش فترة قصيرة من الزمن , في حين أن الحيوان المنوي الأنثوي ثقيل الوزن بطيء الحركة ويعيش لفترة زمنية أطول . لم تكن الدراسات متسقة حول ما إذا كانت طرق التوقيت لها أي تأثير على جنس الطفل ، حيث أظهر بعضها عدم وجود ارتباط وأظهر البعض الآخر عكس ذلك تمامًا.

  • طريقة شيتلس , أول من وضع نظريًا لها رسميًا في الستينيات من القرن الماضي من قبل (لاندروم ب). الطريقة تدعو إلى الجماع قبل يومين إلى أربعة أيام من موعد الإباضة. بحلول وقت حدوث الإباضة ، يجب أن يحتوي عنق الرحم على تركيز أعلى من الحيوانات المنوية الأنثوية التي لا تزال قادرة على الإخصاب (مع موت معظم الحيوانات المنوية الذكرية بالفعل). من ناحية أخرى ، يجب أن يزيد الجماع القريب من موعد الإباضة من فرص الحمل بذكر لأن تركيز الحيوانات المنوية Y سيكون أعلى في ذروة الدورة الشهرية ( موعد التبويض عن الزوجة).
  • طريقة ويلان , هي طريقة “توقيت الجماع” التي تدعو إلى عكس طريقة شيتلس. تقترح طريقة ويلان الجماع قبل أربعة إلى ستة أيام من موعد الإباضة لزيادة احتمالية إخصاب الحيوانات المنوية الذكرية.

ثانيا : فرز الحيوانات المنوية  Sperm sorting.

فرز الحيوانات المنوية هو تقنية متقدمة لفرز الحيوانات المنوية “في المختبر الأجنة التخصصي” عن طريق قياس التدفق الخلوي Flow cytometry. يضيء هذا الليزر على الحيوانات المنوية لتمييز الكروموسومات X و Y ، ويمكن فصل الحيوانات المنوية تلقائيًا إلى عينات مختلفة.

نظرًا لأن الكروموسوم X أكبر (أي يحتوي على المزيد من الحمض النووي) من الكروموسوم Y ، فإن الحيوانات المنوية “الأنثوية” (تحمل الكروموسوم X) تمتص كمية أكبر من الصبغة مقارنة بنظيره الذكري (حامل كروموسوم Y). نتيجة لذلك ، عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية أثناء قياس التدفق الخلوي Flow cytometry ، تتألق X الحيوانات المنوية أكثر إشراقًا من Y- الحيوانات المنوية. عندما تمر الحيوانات المنوية عبر مقياس التدفق الخلوي في مكان واحد ، يتم تغليف كل حيوان منوي بقطرة واحدة من السائل وتخصيص شحنة كهربائية تتوافق مع حالة الكروموسوم (على سبيل المثال ، شحنة موجبة X ، شحنة سالبة Y). يتم بعد ذلك فصل تيار القطرات X و Y عن طريق الانحراف الكهروستاتيكي وتجميعها في أنابيب تجميع منفصلة للمعالجة اللاحقة. أن هذه التكنولوجيا هي قيد الاستخدام التجاري في الحيوانات فقط. يتم حاليًا تجربته على البشر في الولايات المتحدة تحت العلامة التجارية MicroSort ؛ و التي تدعي أن نسبة النجاح 90٪ لكنها لا تزال تعتبر تجريبية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ثالثا : تحديد نوع الجنين ذكر أو أنثى قبل الحمل بواسطة الغذاء.

ظل هذا الموضوع لسنوات طويلة محل جدل من قبل العلماء و الباحثين , إلى أن أثبتت الأبحاث  Rajan S. Joshi بأن تغذية المرأة كان لها تأثير في عملية اختيار جنس المولود . وذلك بتأثيره على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة , والتي عن طريقها تخترق الجدار ويحدث التلقيح . إن للتوازن الأيوني للصوديوم والبوتاسيوم مقابل الكالسيوم , والمغنيسيوم تأثير حيوي على هذه المستقبلات مما يؤدي إلى حدوث تغييرات على مركبات الجدار والذي بدوره يؤثر على انجذاب الحيوانات المنوية الذكرية أو الأنثوية . عند تأثير هذه الأيونات بصورة مبسطة فان زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يحدث تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري ( Y-sperm) واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي (X-sperm) وبالتالي نتيجة التلقيح تكون ذكرا

والعكس صحيح فان زيادة نسبة الكالسيوم و المغنيسيوم في الدم وانخفاض الصوديوم والبوتاسيوم يجذب الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الأنثوي (X-sperm ) ويستبعد الحيوان المنوي الحامل للكروموسوم الذكري (Y-sperm) وبالتالي تكون نتيجة التلقيح والحمل أنثى.

ومن أجل أتباع هذه الطريقة فعلى الزوجة إتباع حمية غذائية لمدة زمنية لا تقل عن الشهرين تدعم بها المخزون الغذائي الذي يشجع الجنس المرغوب به.

لتحديد نوع الجنين ذكرا قبل الحمل بشهرين أو أكثر يجب تناول الغذاء الغني ب ( الصوديوم – البوتاسيوم) و لتحديد نوع الجنين أنثى قبل الحمل بشهرين أو أكثر يجب تناول الغذاء الغني ب (المغنيسيوم – الكالسيوم).

رابعا : الوسط ألحامضي والقاعدي لاختيار جنس المولود.

من الأمور التي غدت حديث المجتمع في الوقت الحالي إذ أصبح من المتعارف عليه أن الوسط ألحامضي هو أكثر ملائمة للحيوان المنوي الأنثوي والوسط القاعدي يناسب الحيوان المنوي الذكري , واعتقد الناس بأن أنواع الغذاء تلعب دورا بتحديد جنس المولود وذلك بنتائج عمليات الأيض للأغذية المختلفة والتي تعطى أوساطا حمضية أو قاعدية وهذا الأسلوب لم يحقق نتائج مشجعة على عكس الحمية الغذائية التي تغير من مدى استقبالية البويضة للحيوان الذكري أو الأنثوي والمذكورة سابقا , كما ساد الاعتقاد بأن عمل دش مهبلي حامضي أو قاعدي يمكن أن يغير من الوسط وهذه الطريقة غيرت فرص النجاح إلى ما يقارب 5 % وهي نسبة لا يمكن تجاهلها , إلا أنه يجب التنويه بأن هذه المحاليل المستخدمة يجب أن تكون محضرة بدقة ويمكن الحصول عليها من الصيدليات المختلفة لا أن تحضر منزليا كدش بيكربونات الصوديوم المتعارف عليها والتي قد تلعب دورا سلبيا حتى على خصوبة المرأة والقدرة على الإنجاب .

 

المصادر :

  • القران الكريم , سورة النجم, الصفحة – 528 , الآية 45و46.
  • ahlamountada.com.
  • blogspot.com.
  • layyous.com.
  • wikipedia.org.
  • royal-fc.com.
  • com.
  • way2allah.com.

لا توجد تعليقات على “أختيار جنس المولود”