الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
العراق
……………………
(مكر العدو)شعر حر
من ديوان(كلمات ثائرة) ج١ص٥٤
………
أدركتُ لكنْ بَعدَما
رُفِعَ القلمْ
وصحائفي جَفَّتْ
وكادتْ تُختَتَمْ
أنَّ الضميرَ الحيِّ عِبئاً قاتِلاً
يأتي لنا بمصائبٍ
فيها ألَمْ
ثمنُ المبادئِ والقِيَمْ
ثمنُ العقولِ الرافِضاتِ غَباؤهُمْ
مُنذُ القِدَمْ
ألَمٌ ألَمَّ بِحالِنا
من وَقعِ تأريخِ الثقافاتِ الّتي
قَد دَنَّسَتْ أرقى الأُمَمْ
تأريخَها طِفلاً رضيعاً
في مِهادِهِ لَمْ يَنَمْ
بلْ كانَ شيطاناً رَجيماً قائِماً
يَلهو بِراحَتِنا
وَيَركِلُ بِالهِمَمْ
كانَ ابنُ يَومٍ وادَّعى’
مِن إنَّهُ شيخٌ بتاريخٍ عظيمٍ
قَد زَعَمْ
سَرَقَ الحضاراتِ الَّتي في أرضِنا
وَعَليناَ قَد كالَ التُهَمْ
قاضى’ بلادَ العُربِ
زَعماً إنَّهُ
قاضٍ وَلَفَّ حِبالهُ حولَ الرِقابِ
على القَدَمْ
قادَ الجَحاجِحَةَ العِظامَ بِحَبلِهِ
مِثلَ الأسارى’ والغَنَمْ
نَفَرَ الجَميعُ بِوَجهِهِ مُتغاضِباً:
(قَسَماً قَسَمْ
نُردِيهِ صِفراً في العَدَمْ)
ـ أقوالُ لا أفعالْ واعتَدنا على هذا النَغَمْ ـ
فَأعادَ تَرتيبِ الحُروفِ
مُراعِياً
لِمِزاجِ كُلِّ نَطيحَةٍ
مِن أيِّ جُزءٍ تُهتَدَمْ؟
وأتى’ إلينا كالرُمَمْ
أحصى’ غَنائِمَهُ
وداهنَ واغتَنَمْ
مِن حيثُ لا نَدري
ولا أحَدٌ عَلَمْ
طاحَتْ بِنا أُسسُ العَقيدَةِ فَجأَةً
والكُلُّ قَد نادى بِتَحطيمُ القِيَمْ
أدرَكتُ موقِنَةً بِأنَّ ضَميرَنا
قَد ماتَ غَدراً دونَ سُمٍّ
أو سِقَمْ
جُهِضَتْ عَقيدَتُهُ بِتَدبيرٍ
فَثارَ على’ المبادئِ والقِيَمْ