ثقافة المناخ والشباب والبيئة المستدامة

يعد الشباب اليوم  احد  اهم عناصر المجتمع الذين يقع على عاتقهم حماية البيئة والحفاظ عليها في ظل التغيرات المناخية ، اذ يعملون من خلال مشاركتهم المجتمعية التي تتمثل في  القيام بحملات توعوية الى جانب مبادرات تطوعية يتم تسليط الضوء فيها على كيفية تعزيز المساحات الحضراء داخل مجتمعاتهم المحلية، وطريقة التكيف والتعامل مع التغير المناخي الحاصل من  (ارتفاع دراجات الحرارة والاحتباس الحرراري و قلة تساقط الامطار والتصحر) الذي اجتاح المجتمعات عامة  المجتمع العراقي خاصة  في الاونة الاخيرة،  مما سبب اثار اجتماعية واقتصادية وبيئية في الحياة اليومية لافراد المجتمع لاسيما في المناطق الجنوبية ، التي تاثرت بشكل كبير في التغير المناخي الذي يعد الهدف الثالث عشر من اهداف التنمية  المستدامة الذي   يوضح  كافة الاستراتيجيات العالمية والوطنية المتبعة في التكيف مع التغير المناخي  .

ليعيش العالم اليوم  تحول محوري ارتبط  بدرجة كبير في تعزيز  العمل  بكافة الطرق والاساليب من اجل تفعيل دور الشباب ومشاركته بمختلف المجالات الاجتماعية لضمان نشر ثقافة الاستدامة  في المجتمع،  وحماية حياة الاجيال  الحالية والاجيال القادمة ، اذ يسهم تطوير  مهارات الشباب في  الحد من الاثار المناخية  التي تقع على كافة الافراد ، الى جانب  بناء  قدرتهم في التخطيط لسياسات التكيف والمرونة للعمل المناخي، لاسيما ان العمل المناخي مرتبط بشكل كبير في مجموعة الخطط واليات التي يمكن ان يعتمدها الشباب في  نشر التوعية من الاثار الناجمة عن المناخ  وكيفية التعامل معها بمرونة  وفق المعطيات الموجودة داخل المجتمع .

لذا يعد الشباب من الفئات التي يقوم عليها بناء المجتمع   وتقدمه و المجتمع العراقي  مجتمع يكون للشباب النسبة الاعلى بحسب الاحصائيات الرسمية لوزارة التخطيط العراقية ويعتمد عليهم  في العديد من الجوانب ، للوصول الى تنمية مستدامة على المدى البعيد داخل المجتمع، الامر الذي ييتطلب منا ان نجعل من القضايا المناخية اسلوب حياة  لتجنب مشاكل  بالمستقبل البعيد، والعمل على بلورة  ثقافة مناخية تبنى للاجيال القادمة، لاسيما في مجتمع  يعاني من ضعف في اليات الثقافة المناخية.

الامر الذي يدفعنا للتساؤل كيف نستطيع بلورة  هذه الثقافة، يمكن ان نفعل ذلك من خلال

اولا، الموسسة التربوية ابتداء من رياض الاطفال عن طريق  القيام بانشطة وفعاليات بيئية تبنى في داخل الطفل اهمية الحفاظ على البيئة .

ثانيا،  فرض قوانين متعلقة بحماية البيئة من اجل تعزيز المسؤولية الاجتماعية في نفوس افراد المجتمع كافة .

ثالثا، الاستفادة من تجارب الدول المتعلقة بهذا الجانب على ان نراعي الخصوصية الثقافية للمجتمع، في ظل انتشار مشاركات الشباب في القضايا المناخية على نطاق واسع.

رابعا، حث الشباب  المجتمع للاستفادة من الطاقات البديلة ابتداء من المؤسسات الرسمية  على ان يتم  تشجع على استخدم هذه الطاقة بطرق ايجابية عن طريق وسائل الاعلام والندوات والفعاليات المجتمعية والندوات العلمية .

مما لا شك فيه ان هذا التغير البيئي السريع الذي تفرضه البشرية على الكوكب يتطلب من البشر ألا يفكروا في الأسابيع والسنوات والعقود فحسب، بل عبر الأجيال وبالتالي، فمن الواضح أن الأطفال والشباب في هذا العالم لهم رأي في مستقبلهم، ليس فقط بسبب التأثيرات المستقبلية المتوقعة ولكن لأن إبداعهم وقدرتهم على تحديد وتقديم الإجابات وتصميمهم الصريح يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تجنب أسوأ نتائج تغير المناخ، وفي هذا الصدد اكد  “أكيم شتاينر “وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة “ان التعليم هو أقوى طريق نحو الاستدامة. إن الحلول الاقتصادية والتكنولوجية أو الأنظمة السياسية أو الحوافز المالية ليست كافية، نحن بحاجة إلى تغيير جذري في طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا، الامر الذي يستدعي مراجعة المناهج وأهداف التعلم  والتعلم بشأن تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، والتنوع البيولوجي”.[1]

 

[1] United Nations Joint Framework Initiative on Children, Youth and Climate Change, Youth in action on climate change: inspirations from around the world, P15.

لا توجد تعليقات على “ثقافة المناخ والشباب والبيئة المستدامة”