#المكتبة_الحيدرية الباحث : كرار صباح الرماحي
#المقدمة
تعد مدينة النجف الأشرف أحدى أهم المدن الدينية في العالم الأسلامي لضمها قبر الامام علي (ع) ولكونها وريثاً شرعياً لمدينة الكوفة القديمة ، إذ لم يقتصر دورها على الجانب الديني وحسب فكان للعلوم الدينية وغيرها من العلوم الصرفة و الأنسانية المقام المحمود بين المدن المقدسة . كان مرقد الأمام علي(ع) ولا زال مركزاً للمحاضرات و الحلقات الدراسية الدينية فصار الأمر سبباً لأنشاء مكتبة علمية وثقافية عملاقة عند صحن فاطمة (ع). وبصورة موجزة نستعرض تاريخ ظهور المكتبة الحيدرية المطهرة :
#التسمية : الخزنة قديماً (الخزنة الغروية ، الخزنة العلوية ، خزانة الصحن ، خزانة أمير المؤمنين . ع .) و المكتبة حالياً (مكتبة الصحن العلوي ، المكتبة العلوية ، المكتبة الحيدرية و أخير اً “مكتبة الروضة الحيدرية” ).
#الموقع : قديماً لم يعرف موضع المكتبة على وجه الدقة لكنها كانت بين أروقة الحرم من جهة الطوسي (المدرسة الغروية) كما يقول الشيخ علي الشرقي . وقد أستقر بها الحال عند الركن الشمالي الغربي قرب مدخل باب الطوسي مجاور مسجد عمران بن شاهين . أما الآن في الجهة الجنوبية الشرقية من صحن السيدة فاطمة (ع).
#تاريخياً: ظهر الذكر الأول للمكتبة في عهد عضد الدولة البويهي (المتوفى ٩٨٢م) وجاء في كتاب “الأقبال” لأبن طاووس (المتوفى ١٢٦٥ م) ذكرٌ لها ، ثم أعيد افتتاحها بعد أحتراق المرقد سنة(١٣٥٤م). ثم وسِعت وازدهرت في القرن الثامن عشر و التاسع عشر الميلادي حتى بلغت من العظمة و الأهمية الشيء الكبير فقد أشارت أليها الباحثة المستشرقة (زغرد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) إذ تقول “أن مدينة صغيرة كالنجف كانت تحوي في القرن العاشر أربعين ألف مجلد بينما لم تحوي عشرات الأديرة إلا عشرات الكتب وربطت بالسلاسل خشية الضياع” . وقد أستمرت المكتبة في خدمة العلماء و الباحثين حتى أعيد أفتتاحها سنة ٢٠٠٥م.
#المكتبة_الجديدة أن لقرب المكتبة من مرقد الإمام علي (عليه السلام) صاحب الألف باب من العلوم و لاحتضان مدينة النجف حشدًا من العلماء والباحثين في مختلف المجالات العلمية سبباً في أنشاء مكتبة جديدة من قبل أمانه العتبة العلوية المطهرة في الجهة الجنوبية الشرقية من صحن السيدة فاطمة (عليها السلام) خدمةً للباحثين ولتوفير بيئة علمية سليمة ، وقد افتتحت المكتبة في عيد الفطر 2022 م.
يتكون المبنى من خمسة طوابق , إذ خصص الاول للمكتبة وقاعات مطالعة الرجال. أما الطابق الثاني خصص للمكتبة الرقمية و المجلات و الصحف و الرسائل و الأطاريح الجامعية. في حين خصص الطابق الارضي( ١-) للنساء. أما الطوابق البقية فقد شُغلت من قبل الشؤن الفكرية و الثقافية وشعبها. تحوي المكتبة قرابة ١٤٩ ألف كتاب ، فيما خُصص جناح خاص للامام علي (ع) يحوي على قرابة ٢٠٠ الف عنوان , مضافاً أليها المكتبة الرقمية التي تحتوي ٧٥ الف كتاب. تعمل المكتبة بنظام (المكتبة المفتوحة) خلافاً للانظمة التي تعمل بها المكتبات العالمية