في الايام القليلة الماضية التي مرت سمعنا بالكثير من القصص المحرجة التي بعض منها حدث في الارياف وبعضها الاخر حدث في المدن. وهنا لابد ان نقف على بعض الاسباب وان نتطرق الى بعض السياسات الخاطئة.
.
لقد سمعنا ان بعض من حملوا فيروس كوفيد١٩ (كورونا فايروس). حين ذهبوا الي المستشفيات بعد تأزم حالتهم الصحية قد انكروا حينها زيارتهم للبلدان التي انتشر فيها المرض ثم تبين لاحقاً انهم بالفعل كانوا هناك. في الحقيقة انا شخصياً لا الومهم على عكس الجميع لان الحالة النفسية للمريض تجعله يتصرف بغريزة البقاء. خصوصاً وهو يحس ان الموت قريب. هذا امر طبيعي يحدث معنا جميعاً ومطالبة المريض ان يعارض تلك الغريزة امر ليس عقلائي. هذه تحتاج ثقافة معرفية وايمان مطلق بقضاء الله تعالى وقدره والتي يفتقد لها الكثير من ابناء المجتمعات البسيط. يجب ان لا ننسى ان الكثير منا في اوقات المرض لايريد ان يصدق انه مريض.
.
لقد شاهدت في الايام الماضية هروب بعض المصابين من المستشفيات الاوربية ربما شاهدتم كيف ان المتخصصين بالحجر يجوبون الشوارع جرياً ورائهم. هذا ان دل فهو يدل على مدى الاضطراب النفسي الذي قد يواجهه المريض حتى بوجود نظام صحي متقدم.
.
كما لا يجب ان ننسى ان اجهزة قياس درجات الحرارة الليزرية ليست بالضرورة ان تكشف عن حاملي الفايروس. لقد طالعت حادثة في احد التقارير العلمية ذكرت ان رجل اعمال من تايوان بعمر ٥٩ سنة كان في الصين وحين شعر انه مصاب استطاع بتعمد ان يجتاز كامرات الكشف الحراري في المطار بعد ان تناول ادوية خافضة للحرارة وذلك لغرض الرجوع الى بلده.
.
لا يجب ان ننسى ان الخوف المجتمعي قد يولد حالات هستيريا عند البعض. لا استبعد ان ينشر احدهم المرض للاخرين بشكل متعمد كما حدث في الصين. فالانسان يشعر بالامان حين يجد ان جميع من حوله يمرون بما يمر به من ازمة صحية انها نوع من غرائز البقاء. نحن نرشعر بالارتياح حين يأن معنا من يشعر بمرضنا حتى وان لم يكن مريض.
.
المشكلة انني الاحظ ان المجتمع لايريد ان يصدق الا الخبر والخيار السيء فلقد ذكرنا وغيرنا من المتخصصين ان نسبة الاصابة متدنية جداً وان الارقام مع الواقع لا تكاد تذكر. فحتى لو اصيب ١٠٠ الف شخص في بلدنا الحبيب لا سمح الله. فهذه نسبة ضئيلة لا تنتج عنها سوى وفاة ربما اقل من الف شخص جلهم سيكونون من كبار السن وممن يعاني امراض مسبقاً حماهم الله واطال اعمارهم ان شاء الله. ولكن هذا الرقم ربما سيكون في اسوء الحالات وشخصياً استبعد ان نمر بهكذا رقم قد يعتبر كبير.
.
تذكر عزيزي المواطن انا لنا اخوة واحبة استشهدوا بحوادث في يوم واحد وباضعاف الرقم اعلاه. لقد ذهب بحادثة جسر الائمة وحادثة سبايكر والصقلاوية في يوم واحد الالاف. وتذكر ان الموت والحياة والاصابة بالامراض بيد الله تعالى وحده. ومن يتوقع ان بحذره سيمنع حصوله على العدوى فهذا شخص واهم. وكما امرنا الله ان نعمل بالاسباب الطبيعية فالتدابير الوقائية البسيطة كغسل اليدين وعدم التقرب من شخص تظهر عليه علامات المرض كافية جداً كما ان الابتعاد عن التجمعات المكتظة هي خير خيار، لكن لا يجب ان تصبح هوساً عند البعض.
.
.
التوعية والحجر المنزلي هو الخيار الانسب.
بدل ان نتكلم ووسائل الاعلام عن الاحصائيات والاخفاقات والانتقادات ينبغي ان تكون هناك حملات توعية من الجميع توضح عدم خطورة هذا المرض لغير الكهول من المصابين او مرضى ضعف الجهاز المناعي. كما ينبغي اعداد دورات من متخصصين حول كيفية تهيئة الاجواء المناسبة لغرض العزل المنزلي. عزل الاشخاص في المنزل ممن تكون اصاباتهم طفيفة فهي الخيار الانسب. كما ينبغي من الحكومة تجهيزهم بكميات كافية من المعقمات والكمامات ومسكنات الالم. وحثهم على عدم المراجعة للمستشفيات والمراكز الصحية الا في حالات الطوارئ. فلنتصور لو لا سمح الله ازدادت معدلات الاصابة وبلغت الالاف لاشك ان المستشفيات ستكون غير قادرة على تحمل هذه الاعداد فضلاً عن ذلك ستكون المستشفيات هي بؤرة لنقل الامراض للاخرين. لربما ستنتقل العدوى للكادر الطبي بحيث يصبح غير قادر على توفير خدماته الطبيه للاخرين. ان العزل المنزلي ايضاً يعطي شعور للمواطن ان حالته غير خطرة ويجعله يسعى للمستشفى بنفسه لا يهرب منها حين تسوء حالته.
.
نسأل الله الامن والامان لهذا البلد
وانا متفائل بفصل الصيف فليس ببعيد انه سيحد من انتشار هذا الفايروس.